|
يُمَثِّل كلٌّ من الإرهاب الاسلامي و الحرب على الإرهاب مقدمة للحرب التي تحضر لها الدول الإمبريالية الكبرى في أمريكا، أوروبا، آسيا و روسيا.
هذه الحرب ليست حرب الدولة الإسلامية ضد الغرب إنّها بالأحرى حرب القوى الإمبريالية فيما بينها
إنّ الدولة الإسلامية لا تُعبِّر عن الطبقات الكادحة في البلدان العربية و لا تدافع عن مصالحها و لا حتّى تُمثِّل القوة المسلحة للبرجوازية الوطنية العربية الراغبة في التحرر من السيطرة الأجنبية الإستعمارية سابقاً أو الإمبريالية
إنّ قوة الدولة الإسلامية تكمن في من يديرها من الخارج. هم فيالق من المرتزقة الذين و من أجل تسهيل مهمتهم يعمدون إلى إخفاء حقيقتهم خلف إدعاءاتهم الدينية. إنّ المموليين المباشريين لهؤلاء المرتزقة هم بعض ملكيات الخليج النفطية المتصارعة فيما بينها و الحامي المتخفي المتمثل بالجبهة الإمبريالية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية حالياً التي تسلحهم و تدفعهم للقتال أو تقاتلهم و ذلك حسب ما تقتضيه مصالح القوى الرأسمالية الضخمة التي تمر حالياً بأزمات إقتصادية خانقة لا تعرف منها مخرجاً. أمّا روسيا فهي الأُخرى تدافع و تدافع فقط عن مصالحها الرأسمالية.
إنّ الدعاية البرجوازية تقلب الحقيقة فالثورة الإسلامية المزيفة في البلاد العربية تُعبِّر و في نفس الوقت تُخفي ـ خلف ستار عقائدي راسخ ـ مواقف و ردات فعل الطبقات المُسيطرة من برجوازيين و كبار المُلّاك، و ضحاياها بالدرجة الاولى هم العمال و الكادحون في تلك البلاد. التفجيرات اليومية التي تستهدف الساحات و الاسواق في بغداد، حلب، اسلام آباد، بيروت، دمشق، كابول، طرابلس و استانبول هي ضد مصالح العمال و الكادحين ، هي في الحقيقة حرب بين عصابات البرجوازية.
إنّ الشيوعيين لا يُطلقون حكم أخلاقي على الحرب ووحشيتها و هم يدركون تماماً أنّ العنف لهو من طبيعة المجتمعات الطبقيّة القائمة حصرياً على قوة الهيمنة و الترهيب حتّى في غياب ما يبرر إستخدام مثل هذا الترهيب فقد يكفي احياناً التهديد باستخدامه. الإرهاب هو أداة حرب يمكن إستخدامها على السواء في الحرب بين الدول كما في الصراع بين الطبقات. هذا هو الإرهاب الذي تستخدمه بعض الدول البرجوازية ضد أخرى و في نفس الوقت تستخدمه كل الدول ضد الطبقة العمالية الأُمميّة و ذلك من أجل خرقها و تجزئتها باقامة حدود و حواجز عقائدية مصطنعة بغية إضعافها و إعاقة نهوضها في حال توحدها. المذابح بين صفوف الشعب التي عاشتها حتّى أوروبا و نحن نعرفها جيداً ماهي إلّا مؤشرات و أفعال تقوم بها البرجوازية دوريّاً و تعتبرها ضرورة حتمية لبقائها و من يدفع الثمن الباهظ في كل هذا هم حتماً العمال و الكادحون.
الأعداد الهائلة للموتى ـ ضحايا المذابح و المجازر ـ أمر لا أهمية له في مجتمع رأسمالي متوحش. أرباب الإستغلال هم من يفرضون هذه التضحيات البشريّة و على هذا فإنّ العسكرة هي الوجه الحقيقي لمجتمع رأس المال، المتمثل على السواء بالديمقراطيات الامبريالية الغربية ـ حتّى عندما تتكلم عن السلام ـ و بروسيا و بالصين ذات الشيوعية المزيفة. إنّها حرب مبنية و ممولة و مقصودة من اجل بقاء و استمرارية الرأسمالية التي هي في حاجة مستمرة الى تدمير حواصل الإنتاج و ذلك في سبيل حل أزماتها المتمثلة في فرط الإنتاج.
الطبقات المسيطرة في المجتمع تعمد دائما الى إستغلال أيّة ذريعة و أيّ شعور شعبيّ لترسيخ سيطرتها على طبقة العمال و الشّغيلة بهدف إرهابها و حصرها بين فكّي الكماشة: التهديد بالعنف الخارجي من جهة و عنف البرجوازية المباشر المتصاعد باستمرار من جهة أُخرى.
إنّ الشيوعيين ينأوون بأنفسهم عن إطلاق أيّة أحكام مجردة فيما يتعلق بالعنف و أيضاً عن أيّة شفقة أو إستنكار مزيف صادر عن البرجوازية و عن أية مظاهرة أو حملة تعاطف مع الدول و برجوازياتها و في مقدمتها دولهم الوطنية.
إنّ الإحتضار الطويل لمجتمع رأس المال سيؤدي الي سلسلة لا يمكن تخيلها من الترهيب و الترويع و الاكاذيب و التي ستتجاوز تلك التي رافقت الحربين العالميتين الاولي و الثانية. لذلك فإنّ الطبقة العماليّة و من قبلها حزبها الشيوعي الأُمميّ يجب آن يكونا في غاية الاستعداد و التآهب لمواجهة كل التحديات، و الحفاظ على صلابة النهج و الصراط أولاٍ فيما يتعلق بالنظرية و حقائق علم الطبقات و من ثمَّ ضد كل الاعداء في حال الحراك.
الرأسمالية لن تموت إلّا موتاً عنيفاً على يد الطبقة العمالية الشيوعية و بالتالي فإنّ الحرب الوحيدة على الإرهاب هي تلك الموجهة ضد نظام إجتماعي بربري و هي بهذا الوحيدة التي ستحقّق الثورة الشيوعية.
أمّا من يقبل الرأسمالية في أيٍّ من أشكالها و أقنعتها فهو مضطر اليوم أن يقبل بإرهابيها و غداً سيكون مضطراً أن يخضع و يتعرض لحربها.